السبت، 19 مايو 2018

سيد الفوضى


.
.
سيد الفوضى


" فمك المتكور شهي لإلقاء القصائد في وسطه “

هذا ما قاله (سيد الفوضى) لإحدى حبيباته عبر حياته الفوضوية تلك , وهذه ليست جزء من قصيدة ولكنها نموذجا من كثير من تلك المفردات التي تحكي قصة ( راشد ) , رواية تتسكع على حافة الشعر تارة وتتمايل ناحية النثر تارة أخرى , وما بينهما      شلالٌ من من الدهشة والأناقة   .                                                                   (398) صفحة تمارس معك كافة أنواع الإغراءات الأدبية تقضي معها أطول وقت ممكن , لن تدهش لو عدت إلى  رشدك وقد ابتلعت حروفها حرفا حرفا في جلسة واحدة , فهي عوالم مدهشة تقيدك إليها رغما عنك , من صفحة (132) وحتى صفحة ( 135) يأخذك النعمي في حوار باذخ بين راشد و (المصورة) كأروع ما يكون في معارك الغرام المغلفة بعرض سطوة الحرف ليثبت كل منهما تفوقه الثقافي ومن ثم أحقيته بفرض عشقه فرضا وليس أملا .  
وهنا نجد موسيقى الشعر حاضرة في رواية النعمي :( لعمري إني عاشقك الذي يُهلك نفسه لأجل لحظة يكون معك فيها , فادخليني في صدرك بين الضلع والضلع , وأطبقيني بين جفنيكِ هوىً , وأذيبيني على شفتيكِ شعرا , وادمجيني في ادق أفعالكِ ولحظاتكِ لكي لا تضيع أيامي على رفوف العمر صدىً , فالعمر لحظات ,, وتلك اللحظات هي أنتِ ) بكلمات قليلة ( علميني الحب )  صُرع هذا الجبار الذي بحث عن حبه بين نساء السماء المخملية ليستجديه من ( سمسمة ) تلك التعيسة التي لم تذق طعم السعادة يوما , إنها سخرية الأقدار وربما  (درّةَ) عقدهِ الفوضوي , ذلك الجبار صريع النساء وقاهر الجبابرة , انتهى به المطاف يحمل ورقة بالية ليُعرفَ بها إذا ما تاه في شوارع المدينة وبين حواريها الكئيبة وخرائبها , فيُردّ إلى مثواه الأخير حيث أحضان (سمسمة) التي لم يمنحها تذكرةً يوما لركوب قطار عمره التعيس . 
إنها ليست مجرد رواية يا أعزائي ,, إنها عادل النعمي  فقط .

                                                          (عادل بن مليح)